الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

منهجية تحليل الخريطة الطبوغرافية

إن الهدف من دراسة الخريطة الطبوغرافية هو التمكن من تحليل كل ما تتضمنه من عناصر طبيعية وبشرية واقتصادية ومحاولة البحث باستمرار عن علاقة التفاعل الموجودة او الممكنة بين هذه العناصر ، ويمر تحليل الخريطة الطبوغرافية بعدة مراحل كما يخضع لشروط ومبادئ عامة نوجزهـــا فيما يلي :

- عدم الإكتفاء بالوصف والإنتقال إلى التحليل والتفسير ونقصد بالتحليل المسببات والعوامل المفسرة للظواهر والبحث عن علاقات التفاعل المجودة فيما بينها. ولإغناء التفسير يمكن توظيف معارفنا في فروع الجغرافية الاخرى كالجيومورفولوجيا والمناخ والجغرافية الحضرية  والريفية.

- استعمال مصطلحات جغرافية وأسلوب علمي كتدعيم التحليل بالرسوم البيانية والقياسات الحسابية والحرص على ربط الافكار والبحث عن المقارنات والإستشهادات مع تجنب السقوط في التأويلات والإستنتاجات الخاطئة والمعلومات الغير المؤكدة.

- ترتيب الأفكار حسب اهميتها اي البدأ بالظواهر الرئيسية قبل تناول العناصر التفصيلية كدراسة الأعراف والسفوح قبل القمم والمتون، والأنهار الكبرى قبل الروافد الثانوية مع التركيز على الظواهر الرئيسية والمعبرة لا على المعطيات الثانوية.

وتستهل كل تحليل للخريطة الطبوغرافية بمقدمة عامة فنحدد في بدايتها مواقع المنطقة التي تمثلها هذه الخريطة داخل المغرب والمجموعة التضاريسية التي تنتمي إليها ( سلسلة جبلية ، هضبة ، سهل) وذلك بالإعتماد على شبكة الإحداثيات الجغرافية بعد ذلك نستعرض الموضوعات التي سيتم تناولها في التحليل في شكل افكار عامة ومركزة تتعلق بنوع التضاريس ووضع الشبكة المائية وأهمية الغطاء النباتي ، وإذا كان المطلوب الخريطة تحليلا بشريا واقتصاديا كذلك فنبدأ بدراسة الكثافات السكنية وأنواع السكن ثم النشاط الفلاحي وكل مظاهر الإستغلال البشري.

1- التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية :


ينطلق التحليل الطبيعي بدراسة التضاريس ثم دراسة الشبكة المائية والغطاء النباتي الطبيعي.

1-1- التحليل التضاريسي :


· الجبال :

نشير إلى موقعها وامتدادها على الخريطة ثم نحدد ارتفاعاتها ونوعها وننتقل بعد ذلك إلى دراسة الأشكال التفصيلية.

- اتجاهات الاعراف ، وانواع القمم ، مع ذكر بعض الامثلة.

- طول السفوح ، وانواع الإنحدارات وقوة الإنحدار  ومدى تجزؤ السفح، وشكل المتون.

- دراسة الاودية من حيث مدى تعمقها ، ومدى ضيق او اتساع قعرها.

في حال وجود منخفضات لهذه الجبال نهتم بامتدادها ، وشكل السفح المنخفض.

· الهضاب :

نحدد في البداية موقعها، وامتدادها على الخريطة ثم نحدد ارتفاعها، ونوعها واتجاه انحنائها ثم نهتم بدراسة الاشكال التفصيلية :

- دراسة المتون الهضبية دراسة تفصيلية من حيث الشكل والإمتداد.

- دراسة الأودية خاصة شكل السفوح وطولها وقوة انحدارها وشكل قعور الأودية.

- دراسة الحافات في حالة وجودها ونهتم باتجاهها وشكلها ( مستقيمية ، مسننة ، منعرجة ) وبانحدارها ونوع الإنحدار وقوته.

· السهول :

كما هو الشان بالنسبة للوحدات التضاريسية الاخرى نقوم بذكر موقعها ، وامتدادها على الخريطة ثم نحدد ارتفاعاتها ونوعها واتجاه انحدارها وقوة الإنحدار وهل السطح منبسط ام فيه تلال او اكمات او متقطع.

· السواحل :

نقوم في البداية بتحديد موقعا والساحل الذي تنتمي إليه ونوعها ( ساحل هضبي ، جبلي ، مرتبط بسهول ) ثم نقوم بدراسة العناصر الأخرى.

- الإرتفاع النسبي للساحل ( مذى وجود الاجراف البحرية).

- دراسة تخطيط الساحل : ( هل السواحل خطية ام منعرجة ).

- دراسة اتجاه الساحل : لما لهذا الإتجاه من اهمية على مستوى المواجهة بالنسبة للرياح والبتالي للتساقطات.

- دراسة الأشكال التفصيلية الاخرى للتضاريس الساحلية او الممكن وجودها عند التقاء البحر باليابس.

1-2- دراسة الشبكة المائية :

ونركز فيها على كثافة الشبكة المائية هل هي كثيفة ام متلاشية مع التمييز بين الانهار الرئيسية والروافد الثانوية واهميتها من حيث الطول والإتساع ثم تهتم بطبيعة الجريان هل هو دائم ام موسمي أم متنوع.

1-3- دراسة الغطاء النباتي الطبيعي :

تهتم بالخصوص بنوع الغطاء النباتي السائد هل يتعلق الامر بالغابات أم بأحراش والإمتداد الذي يشغله كل نوع على الخريطة ونوعية التضاريس التي تنتشر فوقها مع محاولة البحث عن نوعية الغطاء النباتي السائد اعتمادا على بعض المؤشرات كالإرتفاع المطلق ونوع التضاريس والمناخ السائد هذا الأخير يمكن استنباطه من خلال طبيعة الجريان والغحداثيات الجغرافية وكثافة الغطاء النباتي الطبيعي.

وبخلاصة ننهي التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية ونحاول فيها إظهار إلى أي مدى تؤثر المعطيات الطبيعية المدروسة بسلبياتها وإيجابياتها على ظروف النشاط البشري وبعبارة دقيقة إلى أي حد تعتبر تلك المعطيات ملائمة او معرقلة للإستغلال الفلاحي والإستقرار البشري.

2- التحليل البشري للخريطة الطبوغرافية :


يعتمد التحليل البشري والإقتصادي في الخريطة الطبوغرافية على قراءة ووصف وتفسير كل ما تتضمنه من مظاهر استغلال البيئة الطبيعية من طرف الإنسان بهذف تصنيف واستخراج انواع تنظيم المجالات التي تقدمها الخريطة ويكون البحث عن عناصر التداخل والتفاعل بين البيئة الطبيعية ومظاهر الإستغلال البشري والإقتصادي أساس التحليل.

2-1- دراسة وتحليل المجالات الريفية :


إذا كانت الخريطة الطبوغرافية تتضمن وحدتين تضاريسيتين متباينتين ( جبال وسهول مثلا ) فيجب العمل في بداية التحليل البشري إلى إبراز هذا التباين بعناوين وافكار بارزة والتمييز بين الوحدتين شيء اساسي في التحليل لأن كل وحدة تمتاز بظروف استغلال وبتنظيمات مجالية متباينة على الاخرى.

وفي جميع الحالات يجب ان يركز التحليل على محورين رئيسيين الكثافة السكنية والسكن، وانماط الإستغلال الفلاحي.

- فيما يتعلق بالعنصر الاول اي الكثافات السكنية والسكن تهتم الخصوص بالتوزيع المجالي على الخريطة ومناطق تركزها والظروف الطبيعية المتحكمة في هذا التوزيع ثم نتحدث عن انواع السكن حيث يمكن التمييز بين عدة انواع .

· من حيث الموضع : قدم السفوح ، وسط السفوح ، القمم ، الضفاف ، وسط السهول.

· من حيث الموقع : عند التقاء الطرق المواصلات الرئيسية أو عند تقاطع الأنهار.

· من حيث الكثافة : متلاشي أم كثيف.

· من حيث الشكل : متجمع وفيه نميز بين عدة أنواع ، أو متفرقة وفيه عدة انواع كذلك ( منتظم ، غير منتظم ).

· من حيث مواد البناء : صلب ام هش.

- فيما يخص انماط الإستغلال الفلاحي نهتم على الخصوص بما يلي :

· نوع النشاط الفلاحي السائد : زراعة مسقية او بورية، رعي او تدجين ، والإستغلال الغابوي.

· الظروف التقنية للإنتاج : وسائل تقليدية أو عصرية.

· الظروف المناخية للإنتاج : هل هو ملائم أم معرقل وغير ملائم يعتمد على الري.

· نظام الإنتاج : فلاحة عصرية بضيعات واسعة ذات أشكال هندسية وسكن متفرق ام تقليدية تمارس فوق السفوح وفي قعور الأودية.

· مردودية الإنتاج : انتاج كثيف ( فلاحة مغلالة ) أو انتاج ضعيف ( فلاحة مقلالة ).

· نوع المنتوجات : زراعات موسمية ( حبوب ، خضروات ، زراعات صناعية ، زراعة موسمية ) ومغروسات ( حوامض ، زيتون ، نخيل ... ) أو زراعات مختلطة ( مغروسات ، موسمية ).

· مصير الإنتاج : هل موجه للإستهلاك الذاتي ام أو تسويقي او مختلط.

· كثافة طرق المواصلات والمسالك : هل هي كثيفة ام ضعيفة ، رئيسية ام ثانوية مع ذكر انواعها.

· الأنشطة الإقتصادية الاخرى المحتملة ذات طابع تكميلي كالإستغلال المنجمي والنشاط السياحي والصيد البحري.

2-2- تحليل المجال الحضري في الخريطة الطبوغرافية :


نركز بالخصوص على موضعها والموقع العام الذي تحتله ثم ننتقل إلى دراسة التصميم الذي تتخده المدينة مع إبراز الخاصات الأساسية للنسيج الحضري ( هل متناسق ، مفكك ، عشوائي ...) ونحاول في الأخير استخراج الانشطة الإقتصادية الرئيسية المزاولة بهذا المجال ومميزات استعمال الأرض.
عثمان ادشـيـشي