كيف يحدث الإنقلاب الشتوي؟ |
من الناحية الفلكية، تكون الشمس خلال
لحظة الإنقلاب الشتوي عمودية تماماً على مدار الجدي جنوب خط الإستواء وتُعتبر تلك
أبعد نُقطة ظاهرية تصلُها الشمس في سماء الأرض جنوباً، وبذلك كان يوم الإثنين
الماضي هو أول أيام فصل الشتاء من الناحية الفلكية، واليوم الأقصر نهاراً على مدار العام.
وفي الواقع، فإن الإنقلاب الشتوي
هو بداية لصعود الشمس ظاهرياً في سماء المناطق الشمالية للكُرة الأرضية إلى
الشمال، فبعد أن كانت الشمس تسلُك طريقها نحو الجنوب طيلة الأشهر الستّة الماضية،
فإنها تبدأ بعد هذا اليوم بالإرتقاء نحو الشمال ظاهرياً، لذا يبدأ النهار
باكتساب دقائق إضافية من الليل، إلى أن يحدُث الاعتدال الربيعي خلال شهر
مارس من العام القادم وحينها يتساوى الليل والنهار.
يُذكر بأن تقلُب الفصول على كوكب
الأرض يحدُث نتيجةً لمَيلان محور الأرض 23 درجة ونصف الدرجة أثناء دورانها حول
الشمس في مدار بيضاوي خلال السنة مما يسبب اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على
المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر مما ينتج عنه حدوث الفصول الأربعة.
موعد فصول السنة |
وعند فجر الإثنين الجاري وتحديداً عند الساعة 23:03 ليلا بتوقيت جرينتش، وصلت الأرض إلى ذروة ميلانها، حيثُ تكون أشعة
الشمس الساقطة على نصف الكُرة الجنوبي في ذروتها ليبدأ فصل الصيف هُناك، في حين
تكون أشعّة الشمس الساقطة على نصف الكُرة الشمالي أضعف ما يُمكن وبالتالي
تكون بداية فصل الشتاء في نصف الكُرة الشمالي.
وقد
أُعتبر موعد الإنقلاب الشتوي عند أجدادنا وضمن أعرافنا الإجتماعية والتقليدية
بدايةً لما يُسمّى بـ "مربعانية الشتاء" حيثُ ارتبط هذا الموعد في
ذكريات وتجارُب الأجداد وأذهانهم بقدوم البرد والأمطار الأشد على مدار العام وعلى
مدى أربعين يوماً وهو أمرٌ يتّفق مع العلم الحديث حيثُ تعمل الزاوية التي تدور بها
الأرض بعد هذا التاريخ على ازدياد عدد ونشاط المُنخفضات الجوية التي تؤثر على
منطقة بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية خلال هذه الفترة.
يُذكر بأن بداية الشتاء من الناحية
الفلكية أو بداية المربعانية لا يعني دوماً اشتداد الأمطار والبرد، حيثُ أن بداية
هذه الفترة لا تعني بالضرورة قدوم العواصف والأمطار مباشرةً، كما سبق وأن جاءت
سنوات كانت فيها المربعانية جافّة وذات مُعدلات أمطار مُتدنية وسنوات بدأت بها
المربعانية بأجواء مُستقرة تغيّرت لاحقاً لتُصبح شتوية باردة خلال فترة الـ40
يوماً.