الأمطار الحمضية في الكويت.. كارثة طبيعية من صُنع الإنسان |
أثيرت في
الآونة الأخيرة الكثير من التساؤلات حول التحذيرات التي اطلقتها جماعة الخط الأخضر
البيئية في دولة الكويت من أن البلاد تتعرض مُنذ ما يُقارب العامين لموجاتٍ من
الأمطار الحمضية أثرت سلباً وبشكلٍ كبيرعلى الطرق الإسفلتية التي تربط بين أرجاء
البلاد.
وكانت سماء الكويت قد تشبعت بنسبٍ كبيرة من الغازات السامة
نتيجة الإنفجار الكبير الذي وقع في إحدى الآبار النفطية في منطقة الروضتين في
العام 2012 مُسبباً تصاعد الأدخنة الكثيفة التي أثرت سلباً على الغلاف الجوي فوق
المنطقة، إضافة إلى كارثة محطة مشرف الشهيرة.
وكان
أغلب سُكان الكويت قد لاحظوا خلال العامين 2012 و 2013 الآثار الكارثية التي
خلفتها الأمطار الحمضية علاوة على تلف كبير في شبكة الطرق و تآكل اللوحات
الارشادية ودعامات الجسور المعدنية وجدران المنازل وتآكل الملابس القطنية وأي
معادن مكشوفة فضلا عن التأثير على البيئتين البحرية والبرية.
الأمطار الحمضية نسمع عنها كثيراً .. لكن ماهي؟
الامطار
الحمضية هي أمطار عادية إختلطت وتلوثت بالأدخنة والغازات السامة التي تشبع بها
الغلاف الجوي نتيجة الأدخنة المُنبعثة عن الانشطة البشرية ، واغلب هذه الامطار
تنتُج عن غازات النيتروجين والكبريت المُنبعثة عن المنشأت الصناعية والنفطية.
الآثار التدميرية للأمطار الحمضية على البيئة
تكشف لنا
الدرسات العلمية حجم عن حجم الضرر الهائل والكبير الذي يُمكن أن تُلحقة الأمطار
الحمضية في البيئة المُحيطة، فالامطار الحمضية تعمل على رفع نسبة الحموضة في
التربة ما يتسبب بقتل الأحياء الدقيقة والبكتيريا التي تعمل على تحلل بقايا
النباتات، فينشأ عنها طبقة سميكة من هذه البقايا تُضعف بشكلٍ كبير من صول المياه
للتربة، وبالتالي ضعف كبير بالغطاء النباتي وموت الكثير من الغابات التي تنبض
بالحياة.
والأمطار
الحمضية كذلك لها أثر سلبي كبير على الحياة الحيوانية حيُث تعمل على قتل الكائنات
الدقيقة التي تتغذى عليها القوارض، وبالتالي تناقص مُستمر في اعداد القوارض، وهو
ما يؤدي إلى تناقص الحيوانات اللاحمة التي تتغذى على القوارض، بالتالي إحداث خلل
كامل في السلة الغذائية.