لماذا يكون الطقس المستقر والغير ماطر هو المؤثر على الوطن العربي ؟
 | ||
|
الصحاري تغطي
80% من وطننا العربي
|
يتميز طقس الوطن العربي غالبا بالمستقر
والمشمس ، وتقل فيها الايام الماطرة والشتوية عدا مناطق بلاد الشام وشمال المغرب
العربي ، حيث يغلب عليها الطابع الماطر في فصل الشتاء في المواسم العادية.
وتغطي الصحاري نسبة 80% من الوطن العربي
، حيث تغطي الرمال نسبة 40% من هذه الصحاري.
ولكن ما سبب تشكل هذه الصحاري في هذه
المنطقة من العالم ؟
يقع الوطن العربي بين 10 درجات و36
شمالا بالنسبة لخطوط العرض، بالرغم ان الصومال تقع اجزائها الجنوبية على خط
الاستواء ، ولكن تقل فيها كميات الامطار أيضا.
ويقع وطننا العربي اذا ضمن العروض الشبه
الاستوائية ، وذلك شمال المناطق الاستوائية، ويطلق على هذه العروض " بعروض
الاحصنة" ويعود السبب الى سكون الهواء تماما فوق المحيطات مما كان يرغم
البحارة قديما على رمي الاحصنة النافقة حيث تطول الرحلات بسبب سكون الرياح واعتماد
البحارة قديما على السفن الشراعية، ويعود سبب ذلك نتيجة وقوعها في مراكز مرتفعات
جوية دائمة تستوطن في هذه العروض لفترات طويلة جدا قد تمتد لاشهر وخاصة خلال
الصيف، حيث يتميز الهواء بالسكون تماما اسفل مراكز تلك المرتفعات الجوية.
وسبب تشكل هذه المرتفعات الجوية في
الحقيقة يبدأ من الشمس التي تتعامد اشعتها مباشرة فوق المناطق الاستوائية فيسخن
الهواء ويصعد الى الطبقات العليا ويتكثف هناك، ويطلق التكثف طاقة حرارية محسوسة
لهذا الهواء، حيث يبدأ هذا الهواء في الانتقال افقيا نحو العروض الشبه الاستوائية
ويهبط تدريجيا فوق عروض الاحصنة ( والذي يصبح اكثر حرارة واكثر جفافا وثقلا نتيجة
التكثف الذي حصل فوق المناطق الاستوائية) حيث يتم بناء مرتفعات جوية دافئة وعميقة
، يصل سمكها حتى طبقات العليا من الترابوسفير في الغلاف الجوي ( وهي الطبقة التي
يحدث فيها تغيرات الطقس) ، هذه المرتفعات الجوية تدفع الهواء من اعلى قممها والذي
يكون باردا نحو الاسفل ، حيث يتكدس ويسخن ويحتاج الى عدة ايام حتى يصل الارض، ويجب
العلم ان هذا الهواء جاف وساخن وثقيل ، وتندفع هذه الرياح الجافة مرة اخرى نحو
المناطق الاستوائية لتكتمل الخلية.
 |
|
توضيح مبسط لما يحدث فوق وطننا العربي
وسبب استقرار الاجواء لفترات طويلة
|
وتعتبر هذه " الدورة الطبيعية
للغلاف الجوي" بالنسبة لمناطقنا ، حيث تكتمل الدورة ايضا نحو العروض
الوسطى والقطبية بموضوع طويل اخر ،حيث تستمر التيارات الصاعدة فوق المناطق
الاستوائية والتي تهبط فوق مناطق الوطن العربي في دورة عامة للغلاف الجوي، تعرف
هذه الدورة ب" خلية هادلي" كما هو موضح في الرسم اعلاه.
وفي بعض الاحيان يحد هذه المرتفعات من
اسفل منخفضات حرارية ضحلة قد لا تصل سماكتها الى 500 متر وذلك نتيجة الحرارة
العالية ، فيعمل الى تقابل هواء ساخن من الاسفل غير مستقر ، مع هواء ثقيل
قادم من الاعلى والذي سخن وبدأ يتكدس، يؤدي هذا الامر الى ارتفاع الحرارة بشكل
كبير وحاد يصل الى 50 مئوية، ويشبه هذا الامر مثل ادوات الطبخ التي تعتمد على
الضغط في طهي الطعام، ويحدث في فصل الصيف فوق الجزيرة العربية والصحراء الكبرى،
وذلك عند امتداد منخفضات حرارية موسمية نحو تلك المناطق والتي يحدها من اعلى
مرتفعات جوية عميقة وقوية ومتينة.
وتغطي الصحراء الكبرى والربع الخالي
وصحراء الجزيرة العربية وطننا العربي بنسبة كبيرة، وتعتبر تلك المناطق جافة وقليلة
المطر وحارة غالبا.
