الخميس، 21 أغسطس 2014

المشاركة بالصور على فيسبوك ودلالتها

تتناول العديد من الدراسات أنماط المشاركة عبر فيسبوك لمعرفة المغزى من ورائها ومدلول ذلك على الشخصية …
ظهرت عدة دراسات تبحث أنماط المشاركة على فيسبوك، منها دراسة بكلية أولبرايت بجامعة بنسلفانيا، وجد فيها الباحثون أن الأشخاص الذين يربطون ثقتهم بأنفسهم بمدى قوة علاقتهم الرومانسية هم أكثر نزعة نحو نشر محتوًى مفعمٍ بالمشاعر مثل: «أفضل شريك في العالم» وما على شاكلتها من العبارات التي تقر بالسعادة المبالغ فيها؛ فهم أكثر ميلًا للتباهي بالعلاقات، وأيضًا لتتبع أنشطة الشريك على فيسبوك. ترجِّح الدراسة أن هؤلاء الأشخاص يلجئون إلى فيسبوك كوسيلة لتخفيف مخاوفهم من الرفض والتوتر في العلاقة. وفي الدراسة بحث العلماء الممارسات الفيسبوكية لمجموعة صغيرة من المتطوعين في علاقات تتراوح مدتها ما بين شهر و٣٠ عامًا، مثل الميل إلى نشر صور شريك الحياة والتفاعلات معه والرضا الحقيقي في العلاقة. كما خضع المتطوعون لاختبارات تقيس شخصيتهم من خمسة محاور: الانبساطية، والعصابية، والانفتاح على الخبرة، والمقبولية، ويقظة الضمير؛ فكان الانطوائيون أكثر ميلًا لاستخدام فيسبوك بغرض التباهي؛ فهم يشعرون بأمان أكثر على فيسبوك نظرًا لأنه يجنِّبهم تبادل المعلومات وجهًا لوجه، ويتيح لهم مساحة أكبر للتعبير عن الجوانب الخفية في شخصياتهم، على عكس الانبساطيين الذين يميلون إلى تبادل المعلومات وجهًا لوجه. ويميل العصابيون إلى استخدام فيسبوك لتتبع شريكهم والتباهي بالعلاقة، ولا سيما أن العصابيين هم عمومًا أكثر توترًا في علاقاتهم الرومانسية، ويشير العلماء إلى أنه لا يمكن تعميم هذه النتائج، وأن هناك أزواجًا يحيون سعادة حقيقية وتعبيرهم عن سعادتهم على فيسبوك هو شيء حقيقي وليس زيفًا بالضرورة. وأظهرت دراسات أخرى أن الأفراد الذين لديهم ميل طبيعي في المشاركة على الإنترنت بإفراط ربما لديهم رغبة ملحة في الإحساس بالانتماء. وفي أبحاث بجامعة وولفرهامبتون البريطانية تبيَّن أن العصابيين أكثر ميلًا لإضافة المزيد من الصور إلى ألبومات الصور في حين أن الانبساطيين أكثر ميلًا إلى تغيير صورة البروفايل. فالعصابيون يسعون بإلحاح نحو نيل الاستحسان لكنهم يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، وغير أكفاء في التواصل الاجتماعي؛ ومن ثم يجدون في فيسبوك ملاذًا لتعويض نقصهم في الحياة الطبيعية فيحملون الكثير من الصور حتى يبدوا أكثر جاذبية وشعبية وأكثر مواكبةً للثقافة المرئية السائدة، وحتى يُلاحظوا ويحصلوا على المزيد من الإعجاب. ووجد العلماء أيضًا أن الأشخاص المنظمين والمنضبطين في الدراسة يحملون المزيد من مقاطع الفيديو وألبومات الصور أكثر من الأشخاص الأقل اجتهادًا في الحياة العادية كنوع من توثيق صورهم ومقاطعهم باستخدام وسائل مرئية عبر الإنترنت.