يمر العرب الآن بأحد المنعطفات في تاريخهم الحديث. فما من ناحية من نواحي حياتهم الا تقف على مفترق طريق. فالاقتصاد العربي إما متهاوٍ أو معتمدٍ يشكلٍ تام على الموارد الطبيعة التي تخلو من ابداع في الانتاج او افاق تقدمٍ مستقبلي. والشباب العربي الذي يشكل اغلبية التكوين الديموغرافي في الدول العربية مسحوق بين تعليم لا يصلح لهذا الزمان وبطالة تقضي على الأحلام. ومن المؤسف أن الدول العربية مازالت تعاني من معدلات فقر لا تتناسب والثروات والامكانيات المتاحة لها. هذا بالاضافة الى انعدام تكافؤ الفرص للخروج من هاجس الفقر الذي يفقد الانسان العربي ابسط حقوق الحرية والمواطنة. ومما يدعو الى القلق ان نسيج المجتمعات العربية والذي يعتمد على الثقة بالغير قد تحلل بشكل جعل العديد من هذه المجتمعات تدخل في دوامة البحث عن الذات بأضيق صوره واللجوء للعنف. وتخلو الدول العربية بشكل عام من المؤسسات التي تشكل الركيزة الاساسية للدول الحديثة. ففي ظل غياب الديمقراطية وتعطيل الحريات اضحى العرب غائبين عن صنع القرار. أما عن حال المرأة العربية فحدث ولا حرج فللنساء مثل حظ الذكرين في الاضطهاد و التهميش.