الخميس، 22 مايو 2014

إجراءات ذكية لمواجهة الاحترار العالمي

قد يأتي تطهير محطات الطاقة بنتائج عكسية ما لم تَقِلَّ كمية سخام الديزل المنبعث. 

ثبت أنَّ خفض استهلاكنا من أنواع الوقود الحفري يمثِّل تحدِّيًا صعبًا، إلا أنه يمكننا التخفيف من آثار التغيرات المناخية عن طريق مزيد من الحزم في خفض التلوث الناتج عن جسيمات بعينها، وهي الجسيمات المسئولة فعليًّا عن رفع درجة حرارة كوكبنا بدلًا من خفضها.
قد يُؤْتِي تقليلُ كمية السخام المنبعث من المَرْكبات ثمارًا أكثر من غيره من أساليب خفض التلوث فيما يتعلق بمعالجة ظاهرة الاحترار العالمي. المصدر: إيمدج إن تشاينا/إيه بي إيمدجز).
خلُصت دراسة جديدة أُجرِيَت في مؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات إلى أنه إذا حَذَتْ جميعُ البلدان حذو كاليفورنيا في العقدين الأخيرين بغية خفض نسبة سخام الكربون الأسود الناتج عن انبعاثات الديزل، فسيؤدي ذلك إلى إبطاء وتيرة الاحترار العالمي بنسبة 15 في المائة. ويمكن لتقليل التلوث المشابه والصادر عن السفن ومواقد الطهي مثلًا — التي لم تتضمنها الدراسة — أن يسهم أكثر.
ملوثات الأيروسولات؛ مثل: ثاني أكسيد الكبريت، والسخام، والأوزون. كلها ضارة بصحة الإنسان، لكنها تتباين في تأثيرها على المناخ. على سبيل المثال، تعكس الكبريتات المتكوِّنة عن عوادم الفحم النباتي أشعة الشمس فتردها إلى الفضاء، وتمنعها من الوصول لكوكب الأرض، ومن ثم تعمل على تبريده. على الجانب الآخر، تَمتصُّ جسيمات الكربون الأسود المتولدة عن عوادم الديزل أشعة الشمس وترتفع حرارتها؛ مما يرفع درجة حرارة الجو. يقول فيل راش زميل المختبر الوطني لشمال غرب المحيط الهادئ: «بالنظر إليها مجتمعة، نظن أنها ستعمل إجمالًا على تبريد الكوكب. وإذا تخلَّصنا من الجسيمات التي تتسبب في احترار الأرض، فسوف نكسب مزيدًا من الوقت.»
من مزايا التركيز على الكربون الأسود أنَّ تلك الجسيمات تسقط من الغلاف الجوي في غضون بضعة أيام أو أسابيع، ومن ثَمَّ ما إن تتوقَّف الانبعاثات حتى يصفو الهواء بسرعة. أما ثاني أكسيد الكربون فيظل عالقًا في الجو مئات السنين.
لا شك أن تقليل التلوث بجميع أشكاله أمر مهم في نهاية المطاف؛ إذ إن التلوث يقتل ملايين البشر سنويًّا. تقول لاييونج روبي ليونج زميلة المختبر الوطني إن التقليل الانتقائي للملوثات «استراتيجية مهمة يمكننا أن ننظر في أمرها، ولكن لا بد من توخِّي الحذر عند تنفيذها.»