تحكَّم بزمام الأمور، وحارِب المضايقات الصغيرة، واحصل على أجر عادِل، واطلب تقييمًا
لأدائك … وغير ذلك من السبل التي تكفل لك السعادة في العمل.
الموضوعات التي تتناول طرقَ الوصول إلى السعادة في العمل غالبًا ما تلقي باللوم ضمنيًّا على
الموظفين أنفسهم.
فإذا كنتَ غير سعيد؛ فإنها تعزو ذلك إلى أنك لا ترتِّب أولوياتك ترتيبًا صحيحًا، أو أنك تحتاج
إلى الإكثار من الابتسام، أو غيرها من الادِّعَاءات التافهة المبتذلة.
لا تقبل بهذه الآراء، فالمؤسسات هي المسئولة غالبًا عن عدم سعادة الموظفين.
لقد أظهرَتِ الأبحاثُ النفسية الأسبابَ التي تجعل الأشخاص غيرَ سعداء في العمل، وهذه الأسباب
ليست راجعةً إلى عدم الابتسام.
إليكم عشرةَ عوامل مرتبطة حقًّا بالسعادة في العمل.
(1) تحكَّم بزمام الأمور
لطالما وجد علماء النفس أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف يحظَون فيها بالقليل من السيطرة يجدون عملهم مُرهِقًا جدًّا، ومن ثَمَّ غير مُرضٍ.وكلما شعر الأشخاص بالسيطرة على «كيفية» إنجازهم لوظيفتهم، زاد شعورُهم بالرضا. ولذلك، ابحث عن طُرُقٍ لتملك زمام السيطرة في وظيفتك.
إن مجرد السيطرة — ولو في حدود صغيرة نسبيًّا — يمكن أن يزيد من شعورك بالسعادة في العمل.
(2) حارِب المضايقات الصغيرة
هل آلةُ صُنْعِ القهوة لا تعمل؟ هل ينبغي الإبلاغُ عن هذه المعلومة نفسها في نموذجين؟يتأثَّر رضا الأشخاص عن العمل تأثُّرًا مُدهِشًا بالمضايقات اليومية.
فضلًا عن أن هذه المضايقات الصغيرة تتراكم معًا.
لا يمانع الأشخاصُ الكدَّ في العمل عندما تكون المهمةُ صعبةً، لكن عندما تبدو المهمةُ مزعجةً بدون سبب وجيه، فإنهم سرعان ما يشعرون بعدم السعادة.
تحدَّثْ مع مديرك عن التخلُّص من هذه المضايقات الصغيرة.
إضافةً إلى ذلك، حاوِل الوصولَ إلى إجماعٍ بين زملائك على أن تلك المضايقات الصغيرة جديرةٌ بالتصدِّي لها.
(3) الأجر العادل
كلما زاد الفرق بين الأجر الذي ترى أنه من المفترض الحصول عليه، وبين الأجر الذي تحصل عليه فعلًا، قلَّ شعورك بالسعادة.السؤال هو بمَنْ تقارِن نفسك، هل تقارِن نفسك بالأشخاص الموجودين معك في الشركة، أم بالأشخاص الذين يعملون في نفس وظيفتك؟
كلتا المقارنتين سوف تؤثِّر على مدى شعورك بالسعادة في وظيفتك.
التصوُّرات مهمة للغاية في هذا الصدد، إضافةً إلى مستويات الأجر القائمة.
فمن الممكن أن تكون قادرًا على تحمُّلِ الفروق البسيطة، لكن التفاوتات الكبيرة سوف تستفزك بالتأكيد.
ولو كان الحال هكذا، فربما حان وقت الانتقال لوظيفةٍ أخرى.
(4) واجِه المشاكِل العائلية
إن وجودَ أطفالٍ قد يكون أمرًا رائعًا، لكنه أيضًا مرهِق للغاية.فوفقًا لدراسةٍ أُجرِيَتْ على ما يقرب من ١٠ آلاف شخص في المملكة المتحدة، وُجِد أن الأشخاص الذين لديهم أطفال قلَّ رضاهم الوظيفي إلى حدٍّ كبيرٍ فيما بعدُ (جورجليس وآخَرون، 2012).
ويقول البروفيسور جورجليس موضِّحًا:
يقلُّ شعور الأشخاص بالسعادة في العمل لمدةٍ تصل إلى خمس سنوات بعد ميلاد الطفل
الأول، إلا أنه يبدو أن تأثير هذا الأمر أقوى على النساء، ولا سيما العاملات في
القطاع العام.
هل أنت متأكِّد من أن وظيفتك هي حقًّا سبب شعورك بالإحباط؟ ربما هناك وَضْعٌ ما في المنزل ينبغي التعامُل معه.
(5) الإحساس بالإنجاز
كي يشعر الأشخاصُ بالسعادة في الوظيفة، يجب أن يشعروا بأنهم يُحرِزون تقدُّمًا.في بعض الوظائف يكون الإنجاز واضحًا، وفي البعض الآخَر لا يكون كذلك.
ولكَوْنِنا تروسًا صغيرةً في آلاتٍ كبيرة، قد يكون من الصعب تمييزُ مقدارِ مساهماتنا.
ولهذا السبب تتجلَّى الأهميةُ البالغة للعامل التالي …
(6) التقييم
فيما يتعلَّق بالرضا الوظيفي، فعدم ورودِ أخبارٍ من الإدارة هو في حدِّ ذاته خبر سيئ.إنَّ تلقِّي تقييمًا سلبيًّا قد يكون مؤلمًا، لكنه على الأقل يُخبِرك بالمواضع التي تحتاج إلى إجراء تحسينات فيها في أدائك.
وعلى الجانب الآخَر، فتلقِّي تقييمًا إيجابيًّا يلعب دورًا كبيرًا في إشعار الأشخاص بالرضا الوظيفي.
فإذا كنتَ لا تتلقَّى تقييمًا، فاطْلُبه.
إن الحصول على التقييم الصحيح يمكن أن يساعِد في إشباع الحاجة إلى الشعور بالإنجاز.
(7) ابحث عن التعقيد والتنوُّع
في العادة يشعر الناس بأن الوظيفة أكثر إرضاءً عندما تكون أكثر تعقيدًا وتقدِّم مزيدًا من التنوُّع.يبدو أن الناس يحبُّون الوظائفَ المعقَّدَة (وليس المستحيلة)؛ ربما لأنها تستفزُّ قدراتهم أكثر.
فالوظائف المفرطة في السهولة تُشعِر الأشخاصَ بالملل.
لن يكون هذا مُمكِنًا بالنسبة لكلِّ الموظفين، لكن ابحث عن طرقٍ لإضافة التعقيد والتنوُّع لوظيفتك.
ربما تظن أنه من الأفضل تجنُّبُ العمل المعقَّد، لكن غالبًا ما سيجعلك التحدِّي أكثرَ سعادةً.
(8) اطلب الدعم
في الغالب يشكو العامِلون من أن كبار المديرين لا يتحدَّثون إلا قليلًا عن الاتجاه العام للشركة.يريد الموظفون أن يعلموا أن المؤسسة تهتم بهم، وأنهم يحصلون على شيء مقابل ما يقدِّمون من إسهام.
تصلنا هذه الرسالةُ من خلال طريقةِ معامَلَةِ المديرين لنا، وكذلك من الميزات الإضافية التي نحصل عليها من الوظيفة، ومن غيرها من الرسائل الضمنية.
إذا شعر الموظفون بقدرٍ أكبر من دعم المؤسسة، فسوف تزيد سعادتهم في وظائفهم.
وإذا كان هذا الجانب غير متحقِّق في وظيفتك، فجرِّبْ أن تطلب من مديرك مزيدًا من المعلومات والدعم، ووضِّحْ له سببَ احتياجِكَ لذلك.
(9) فترة شهر العسل وفترة الفتور
يمرُّ الموظفون بفترةِ شهر عسل في العمل بعد قضاء شهرٍ أو شهرين في الوظيفة الجديدة عندما يبلغ رضاهم مبلغه.لكن بعد ذلك من الطبيعي أن يبدأ هذا الرضا في التضاؤل تدريجيًّا بعد ستة أشهر أو نحو ذلك.
ويكون الشعور بفترة شهر العسل في بداية الوظيفة الجديدة أقوى إذا كان الموظف غير راضٍ عن وظيفته السابقة (بوزويل وآخرون، 2009).
لكن ما العمل عندما تنقضي فترة شهر العسل سريعًا وتبدأ فترة فتور طويلة؟
أحيانًا يكون السبيل الوحيد لتكون أسعد في العمل هو أن تبحث عن عمل جديد.
(10) السعادة في الحياة تساوي السعادة في العمل
الأشخاص السعداء بوجهٍ عامٍّ يسهل عليهم العثورُ على السعادة في العمل.
هذا وفقًا لتحليل 223 دراسة تتحدث عن الارتباط بين الرضا الوظيفي والرضا في الحياة
(بولينج وآخرون، 2010).
ويقول نيثان بولينج، قائد فريق الدراسة:
إذا كان الأشخاص سعداء، أو ميَّالين للسعادة والرضا عن الحياة بوجهٍ عامٍّ، فمن
المرجح أن يكونوا سعداء وراضين عن وظائفهم.
ورغم ذلك، فالوجه الآخَر لهذه النتيجة يتمثَّل في أن الأشخاص الساخطين بوجهٍ عامٍّ والذين يبحثون عن السعادة في العمل، قد لا يحصلون على الرضا الوظيفي.
فضلًا عن أنهم لن يزيدوا من مستويات السعادة العامة لديهم بالسعي وراءها.
ورغم ذلك، فالوجه الآخَر لهذه النتيجة يتمثَّل في أن الأشخاص الساخطين بوجهٍ عامٍّ والذين يبحثون عن السعادة في العمل، قد لا يحصلون على الرضا الوظيفي.
فضلًا عن أنهم لن يزيدوا من مستويات السعادة العامة لديهم بالسعي وراءها.
وحريٌّ بالأشخاص الذين لا يشعرون مطلقًا بالسعادة في أي وظيفةٍ يقومون بها أن يتذكَّروا
ذلك.
فأحيانًا ما تكون السعادةُ التي تنشدها من غير الممكن تحقيقُها من خلال العمل.