الثلاثاء، 3 يونيو 2014

الرياح الشمسية تثير البرق على الأرض


مها زاهر : تعارف العلماء على أن البرق هو الضوء الناشئ عن تصادم الشحنات السالبة والموجبة في السحب. وعلى عكس ما كان يُرجِّح العلماءُ في الدراسات السابقة بأن الأشعة الكونية تؤثر على الشحنات الكهربائية في السحب فيومِض البرق، يدفع علماء جامعة ردينج في دراسة جديدة بأن الرياح الشمسية هي التي تلعب دورًا أكبر في تغيير الخصائص الكهربائية للهواء، وتهيئة الظروف الجوية لتوالد الشحنات الكهربائية اللازمة لانطلاق البرق. ويزعُم العلماء في الدراسة الجديدة أن التدفق السريع لجسيمات عالية الطاقة من الإلكترونات والبروتونات — التي تسافر من الشمس إلى الأرض بسرعة تتراوح بين 400 و800 كيلومتر في الثانية — يُمَكِّنُها من اختراق المجال المغناطيسي للأرض، لتصل في النهاية إلى الغلاف الجوي ومنطقة تكوُّن السحب به، فيتأين الهواء وتنطلق الإلكترونات الحرة لتؤدي إلى تفريغ شحنة هائلة على هيئة صواعق. ومع اختلاف سرعة وصول الجسيمات المشحونة وكثافتها وحرارتها — عبر دفق الرياح الشمسية السريع والمستمر كلما أكملت الشمس دورتها بالنسبة للأرض كل ٢٧ يومًا تقريبًا — يتأثر الطقس ويزيد عدد الصواعق وحِدَّتُها. وبمقارنة القياسات الواردة من مركبة ناسا الفضائية «كومبزيشن إكسبلورر» — لدراسة خصائص الرياح الشمسية من موقعها المتوسط بين الشمس والأرض — مع البيانات الخاصة بعدد مرَّات حدوث ظاهرة البرق على المملكة المتحدة خلال خمس سنوات من 2000م إلى 2005م، اتضح زيادة نسبة الصواعق بحوالي ٣٢٪ في الأربعين يومًا التالية لوصول الجسيمات بشحناتها الكهربائية التي تحملها الرياح الشمسية إلى الأرض. ووفق هذه الدراسة، يمكن التنبؤ بالظواهر الجوية الحادة مثل العواصف الرعدية والصواعق بدقة أكبر، بمجرد متابعة النشاط الشمسي بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية. وهذا بدوره سيزيد من معرفة العلماء بالصلات الخفية التي تربط بين العوامل الكونية والطقس في الفضاء وبين الطقس على الأرض.
1 . 2 . 3 . 4