الثلاثاء، 28 يناير 2014

آثار أقدام دينوصورات في أكادير

محمد التفراوتي (أكادير)
رسمت خطواتها على صخرة مند نحو 85 مليون سنة. إنها دينوصورات العصر الطباشيري العلوي في جنوب المغرب، التي تنتمي إلى فصيلة ثيروبود. وقد اكتشف علامات أقدامها باحثون ونشطاء مغاربة.
هذا الاكتشاف عجل وتيرة الدراسة العلمية الجارية في الموضوع، لإنشاء خريطة تحدد أنواع وتفاصيل الدينوصورات التي كانت تعيش في موقع الاكتشاف "أنزا" في شمال مدينة أكادير.
وأفاد الدكتور موسى مسرور، الأستاذ الباحث في شعبة الجيولوجيا بكلية العلوم من جامعة ابن زهر في أكادير، أنه تم اكتشاف ما يفوق 200 وطأة قدم، وحددت ستة مستويات على الأقل من طبقات الأحجار الرملية الجيرية مجموعة من المسارات لآثار خطوات دينوصورات ثلاثية الأصابع، معدل طولها وعرضها 20 سنتيمتراً. وهي تعد من الكائنات اللاحمة المفترسة التي ظهرت في العصر الترياسي العلوي (Upper Triassic) منذ 210 مليون سنة واستمرت حتى نهاية العصر الطباشيري، وتتنوع أشكالها من الصغير جداً بحجم حمامة إلى حيوانات هائلة بطول عشرات الأمتار.
وشرح مسرور أن آثار أقدام الدينوصورات لا تتحجر إلا في ظروف خاصة جداً. وينبغي أن تكون التربة معتدلة الليونة، وأن تغطي أثر أقدامها فوراً وتحمى بالرواسب أو الرمل. وهذه الشروط موجودة في موقع أنزا ومكنت من حماية هذه الآثار. ونبه مسرور إلى إمكانية اختفاء هذه الآثار بفعل التعرية البحرية، مما يستوجب إيجاد حلول بديلة من قبيل إقامة متحف في المدينة يعرض الاكتشافات. وسيتم إجراء حملة توعية للسكان المحليين بمساعدة الجمعية المغربية للتوجيه والتكوين بغية الحفاظ على هذا التراث الجيولوجي المميز.
وقد سبق أن شارك الباحث موسى مسرور برفقة فريق إسباني في اكتشاف ثمانية مسارات للدينوصورات في منطقة إيمينتانوت غرب مراكش تعود إلى 120 مليون سنة، وهذا الموقع يحتوي على مسارين للدينوصورات العاشبة وست مسارات للدينوصورات اللاحمة. كما سبق اكتشاف دينوصور يعد من أقدم الدينوصورات العاشبة في منطقة تازودا في ضواحي مدينة ورزازات، يرجع تاريخه إلى 180 مليون سنة.
يذكر أن المغرب يتميز باحتوائه على جميع الطبقات الأرضية منذ ما قبل العصر الكمبري إلى العصر الرباعي، وهذا يساعد على البحث في جميع الأزمنة الجيولوجية.