قد تكون لهذه الظاهرة خصوصية عند المسلمين من حول العالم, كيف لا فهي
ظاهرة طبيعية مذهلة وصفت في القرآن الكريم منذ عدة قرون وهي ما يعرف باللغة
العربية بـ “البرزخ” “نفس اللفظ المستخدم في القرآن الكريم” في زمن كانت
هذه الظاهرة مجهولة وغير معروفة في المنطقة العربية, حيث تلتقي الأنهر
والبحور مع بعضها البعض ولا تختلط مياه كل منها مع الآخر كأن بينهما “برزخ \
حاجز” لأسباب فيزيائية وهي إختلاف الكثافة والحرارة وكمية العوالق
والرواسب وإختلاف سرعة المياه في كل مجرى عن الآخر. هذا الموضوع هو أول
أجزاء سلسلة سنتحدث فيها عن هذه الظاهرة الطبيعية سنبدأها بهذا الجزء الذي
سيسرد أحد أكبر وأجمل مناطق إلتقاء الأنهار مع بعضها من حول العالم, أما
الأجزاء القادمة فنعدكم بأنها ستدهشكم للغاية, سنبدأ جولتنا بسرد بعض أجمل
مناطق إلتقاء المياه العذبة (الأنهر مع بعضها) وأول أمثلتنا من القارة
الأوروبية وتحديدا من سويسرا بلاد الجمال والعجائب والأثرياء.
أولا: إلتقاء نهري (الرون \ Rhone) و (أرفي \ Arve). (على الخريطة)
يلتقي نهري (الرون \ Rhone) على يسار الصورة مع (أرفي \ Arve) على
اليمين في العاصمة السويسرية جنيف. حيث يحمل نهر آرفي كميات أعلى من الطمي
من ما يسبب هذا التباين الواضح والرائع في ملتقى النهرين.
منظر الإلتقاء من الخرائط الجوية.
صور عن قرب للإلتقاء.
ثانياً: إلتقاء ثلاثة أنهر وهي (إن \ Inn) و (الدانوب \ Danube) و (إلز \ Ilz) . (على الخريطة)
يقع هذا المنظر الساحر لهذه الظاهرة الطبيعية الرائعة في مدينة (باساو
\ Passau) في ألمانيا, حيث تعرف المدينة أيضا بإسم (Dreiflüssestadt) وهي
كلمة ألمانية تعني مدينة الثلاثة أنهر.
منظر الإلتقاء من الخرائط الجوية.
صور عن قرب للإلتقاء.
ثالثا: إلتقاء نهري (جيالينج \ Jialing) و (يانجتزي \ Yangtze). (على الخريطة)
يلتقي كل من المياه النظيفة من نهر (جيالينج \ Jialing) و والمياه
المليئة بالطمي والرواسب إلى درجة تغير اللون إلى اللون الني من نهر
(يانجتزي \ Yangtze) في منظر رائع في قلب مدينة (تشونج كوينج \ Chongqing)
الصينية.
منظر الإلتقاء من الخرائط الجوية.
صور عن قرب للإلتقاء.
رابعاً: إلتقاء نهري (ريو نيجرو \ Rio Negro) و (ريو سوليمويز \ Rio Solimoes). (على الخريطة)
قد يكون هذا الإلقاء أحد أكثر المناطق توضيحا لهذه الظاهرة الطبيعية حيث
يلتقي نهري ريو نيجرو و ريو سوليمويز بالقرب من مدينة (ماناوس \ Manaus)
في البرازيل.
ما يزيد وضوح وتميز هذا الإلتقاء هو إختلاف ألوان مياه النهرين فأحدهما
غامق قريب من اللون الأسود والآخر يتميز بلونه الطيني والعجيب أن كلا مياه
النهرين لا تختلطان مع بعضهما على الفور بل إنها تسير جنبا إلى جنب لمسافة
تزيد عن 6 كلم وأهم أسباب هذا الفاصل العجيب هو إختلاف حرارة وسرعة كلا
النهرين حيث يسير نهر ريو نيجرو بسرعة 2 كلم في الساعة ويبلغ معدل درجة
حرارته 28 درجة مئوية أما نهر ريو سوليمويز فيبلغ معدل سرعته ما بين 4-6
كلم في الساعة وتبلغ درجة حرارته 22 درجة مئوية. والصورة الجوية التالية
توضح طول المسافة.
الصور التالية لهذا الإلتقاء الرائع عن قرب.
قال تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) [الرحمن: 19-20]