عمر الدجاني
هل لاحظت يوماً أنك أكثر عصبيّة وأقل
تقبُلاً للآخرين عند ارتفاع درجات الحرارة؟.
لا تقلق فإنّ ذلك لا ينطبق عليك وحدك.
حيثُ لاحظ الباحثون أنه وعلى مر التاريخ البشري و في كافة مناطق الكُرة
الأرضية،فإن صفو المزاج يتعكّر عندما ترتفع درجات الحرارة، و هذه النتائج تتفق هذه
مع مجموعة مُتزايدة من الدراسات التي تقول بأن الأجواء الحارّة تُعتبر سبباً
مُحرضاً بشكلٍ أو بآخر على السلوك العدواني و الإجرامي و الصراع بين البشر.
وبناءً على دراسة قامت بها
مجلّة Science فإن التغيّرات الجويّة الصغيرة
منها والكبيرة، سواءٌ أكانت على مستوى اختلاف في درجاتِ الحرارة أو نقص وزيادة في
كميّات الأمطار لها دور أساسي في تزايُد خطر وقوع النزاعات على مُختلف انواعها،
بدءاً من المشاحنات الشخصية المحدودة النطاق إلى الخلافات على مستوى المُجتمع
فالحروب الأهليّة.
هذه النتيجة تحققت بعد مراجعة العُلماء
لمجموعة هائلة من البيانات التي تمّ الحُصول عليها من من 60 عملية بحث مُستقلّة عن
مدى تأثير التغيُرات في المناخ على عُدوانيّة البشر.
و لعلّ أكثر ما يُقلق من ارتفاع درجات
الحرارة وسخونة الهواء هو نقص عدد ذرات الأوكسجين المُستنشقة من قبل الفرد و ذلك
جراء تمدد الهواء بالحرارة وتباعُد الذرّات عن بعضها، مما يجعل كُل واحد منّا
يشعُر بضيق النفس و التعامُل بعدوانيّة أكثر.
و لا عجب أنه يتم التعبير عن الغضب و
الحرّ على حدّ سواء باللون الأحمر، و ذلك لكونهما متلازمين مع بعضهما.
يُذكر أيضاً أن للجفاف والفيضانات تأثير
واضح على النزاعات البشرية في البلدان النامية و المتقدمة، و إن كان تأثيرها أقل
من تأثير درجات الحرارة.