الاثنين، 10 فبراير 2014

الاستثمار الناجح في عالم متناقص الموارد

ماتيس واكرناغل
تزداد الطلبات على الموارد الطبيعية لكوكبنا، وبدأت تتجاوز القدرة التجديدية للأرض. ولا تقتصر عواقب هذا التجاوز الإيكولوجي على تغير المناخ وشح المياه وتأثيرات بيئية أخرى، بل هي أيضاً تهدد سلاسل الإمدادات الصناعية وتتسبب في ارتفاع أسعار السلع وتقلبها نتيجة اختلال التوازن بين الطلب والعرض.
الاستثمارات والموازنات تحدد الطريقة التي نبني بها مستقبلنا. وبإمكان الخيارات الاستثمارية السيئة أن تحبس مدينة أو بلداً أو شركة في سيناريو «وضع قائم» محفوف بالمخاطر إيكولوجياً واقتصادياً. أما الخيارات الصائبة فتبني أساس الازدهار، من خلال بناء أصول وموجودات تكسب قيمة في عالم محدود الموارد.
وترسم الاستثمارات المباشرة نمط حياتنا على المدى الطويل. فهناك مراحل تعليمية، حيث اكتساب المهارات الصحيحة واعتمادها قد يتطلب عشر سنين أو أكثر. واكتمال دورات الإبداع ـ من الفكرة الى السوق ـ قد يستغرق سنوات أو عقوداً. أما الأصول الثابتة، مثل نظم النقل ومحطات الطاقة والسدود والمساكن وشبكات المياه والمصانع والماكينات الثقيلة والتوسع الحضري، فيمكن أن تستغرق أكثر من 50 سنة.
تتيح تقييمات البصمة البيئية معلومات مهمة للمستثمرين والشركات من أجل اتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة. وتزود المستثمرين في القطاعين العام والخاص بنظرة استراتيجية إلى المجالات التي يجب أن يستثمروا فيها والقطاعات التي يجب أن يشجعوها والأسواق التي يجب أن يتخلوا عنها.
وعلى رغم التقدم التكنولوجي السريع، يستمر الاتجاه المقلق نحو تجاوز إيكولوجي متزايد. حتى التوقعات المعتدلة لوكالات الأمم المتحدة ترى أن البشرية سوف تستهلك أكثر من ضعفي القدرة التجديدية للأرض بحلول سنة 2050 (الخط الأحمر في الرسم البياني). وسوف يؤدي بلوغ هذا المستوى من التجاوز الى اضطرابات خطيرة في سلاسل الامدادات وتنافس شديد على الموارد. وذلك هو لبّ الموضوع بالنسبة الى المستثمرين.
القرارات الاستثمارية اليوم سوف تحدد مصيرنا في العقود المقبلة. وخيارات البنى التحتية تحدد استهلاك الموارد في المستقبل. والقرارات التي تأخذها اليوم بشأن السمعة الحسنة والإبداع وتطوير المنتجات في شركتك أو مصنعك تحدد مدى قدرتك على مواجهة القيود الإيكولوجية في المستقبل.
توضح حسابات البصمة البيئية اتجاهات الطلب العالمي أو الوطني أو القطاعي، في سياق اتجاهات القدرة البيولوجية العالمية أو الوطنية. وتساعد هذه التقييمات في كشف مخاطر الإمدادات، والقوى التي يمكن أن تحوّل الأسواق، ومتطلبات التكنولوجيا الحديثة.
والاستراتيجيون الذين يستخدمون المعلومات الملائمة في اتخاذ قرارات صائبة سوف يكونون قادرين على الاستفادة من الإبداع البشري والنجاح في ظل هذا الواقع الجديد للموارد.
المغرب: 11 بليون دولار لمشاريع طاقة الشمس والرياح واتجاه الى رفع الدعم من كل المحروقات