يعتبر هذا الكتاب أحد الإصدارات المهمة لسلسلة كتب عالم المعرفة، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت.
ويحمل الكتاب المترجم إلى اللغة العربية نفس عنوانه في الأصل الإنجليزي، لكاتبه المرموق "د.ورويك موراي"، أستاذ دراسات الجغرافيا البشرية والتنمية في جامعة فيكتوريا بنيوزيلندا، وهو مفكر مرموق في مجال الجغرافيا البشرية، ومتخصص في مناطق أمريكا اللاتينية، وقد صدر له ما يقرب من ثمانين كتابًا
كما أن مترجم الكتاب "د.سعيد منتاق"، أستاذ للدراسات الإنجليزية بجامعة محمد الأول بالمغرب، وله العديد من الدراسات حول ما بعد الحداثة والإسلام والدراسات الثقافية، باللغتين الإنجليزية والعربية، كما أن له ترجمات فكرية وأدبية عديدة.
ويناقش هذا الكتاب، على امتداد صفحاته الأربعمائة والأربعين، مفاهيم العولمة المتعددة ونظرياتها وعملياتها وتأثيراتها من منظور جغرافي، مع عرض أهم الأفكار التي تناولت عمليات العولمة وبرامجها، وتقديم معالم دراسات إضافية وامتدادات بحثية.
وينقسم الكتاب إلى ثلاث أبواب تتدفق من النظري إلى الملموس ومن العام إلى الخاص، ومن العالمي إلى المحلي.
الباب الأول: "جغرافية محولة"، ويناقش في (الفصل الأول) مفهوم العولمة ويقومها نقديًّا، ثم يواصل في (الفصل الثاني) مناقشة "وجهات نظر" و"نظريات" متعددة بخصوص العولمة، ليتناول بالتفصيل في (الفصل الثالث) الآثار الفضائية للآراء المتعددة ويضعها في السياق التاريخي.
أما الباب الثاني: "مجالات متغيرة"، فيجزئ عملية العولمة ونتائجها ويحللها في مجالات متداخلة في ثلاثة فصول: المجال الاقتصادي (الفصل الرابع)، والسياسي (الفصل الخامس)، والثقافي (الفصل السادس)، مؤكدًا الصلات والانقطاعات بين التغيير في هذه المجالات المتعددة.
أما الباب الثالث: "تحديات عالمية"، فيبحث في مجالين لهما أهمية خاصة بالنسبة إلى المتخصصين في الجغرافيا البشرية: التنمية والتفاوت (الفصل السابع )، والبيئة (الفصل الثامن)، مع تعقب التحديات التي تنتجها العولمة في هذين المجالين.
وفي (الفصل التاسع والأخير)، يجمع المؤلف بين التحليلات النظرية والتاريخية والتجريبية؛ لكي يتم التفكير مليًّا في الطبيعة المتغيرة للعولمة، وآثارها في الجغرافيا على أرض الواقع، والطريقة التي تُدرس بها ويُبحث فيها، ويُعطى اهتمام خاص لاحتمال قيام عولمة تقدمية تحويلية بديلة، والدور الذي قد تمارسه الجغرافيا في مساعدة تحقيق ذلك.
هناك مجموعة من الأسئلة حاول الكتاب مناقشتها والإجابة عنها، تتعلق بتعريف العولمة، ومحالة فهمها، وكشف دوافعها، ورصد مساهمتها في تجانس المجتمع العالمي، وتأثيراتها على التدويل من جهة، أو تراجع القوة الدولية القومية من جهة ثانية.
كما يتناول آثار العولمة المضرة بالبيئة، و"العالم الفقير"؛ والكيفية التي تغير بها مفاهيمنا عن الفضاء والمكان والقياس.
ولا ينسى المؤلف أن يناقش إمكان وكيفية إصلاح العولمة، والدور المنتظر من الجغرافيا والجغرافيين في تحقيق عولمة تقدمية بديلة.